من منا لم يشتر صوصاً ملوناً بـ 5 ليرات ثم بكى حزناً لموته بعد يومين؟

بألوانها الزاهية وحركتها الدائمة في العربة المدولبة، تنتشر الصيصان الملونة في جميع أحياء المدن السورية خلال الفترة الحالية من العام، في تكرار لتقليد استمر عقود على الرغم من النهاية المأساوية ذاتها.

يهرع الأطفال لشراء الصيصان الحلوين الملونين من أحد الباعة الجوالين في كل يوم، وسط نظرات إعجاب وبهجة تجاه مخلوقات صغيرة جميلة الشكل دائمة الحركة، حيث على الرغم من تبدل وغلاء أسعار كل ما ينشر الفرح في قلوب الأطفال في البلاد، بما فيها الصيصان وكرة القدم والألعاب والدراجات الهوائية وغيرها، إلا أن نهاية تلك الصيصان بقيت ثابتة من حيث قصر عمرها بعد الشراء.

الصيصان الحلوين

أصبح من السهل توقع الإجراءات التي يقوم بها الأطفال بعد شراء الصوص بحكم العادات والتقاليد، يكمل البائع، من حيث وضعه في كرتونة وفتح بعض الثغرات للتنفس، لكن المصيبة الكبرى تكمن في إطعامها البرغل قسرياً، فالبرغل المنقوع ينفش في بطنها الصغير ما يتسبب بموتها، يصر البائع على أن براءة وطيبة قلب الطفل تدفعه لحشو معدة الصوص بكميات كبيرة منه، دون إدراكه أن لا قدرة لذلك المخلوق الصغير على التحمل ما يؤدي إلى النهاية المأساوية ذاتها التي تتكرر منذ أن كنت طفل.

يلجأ مربو الدجاج إلى بيع الصيصان بعد صبغها بألوان مختلفة لجذب المشترين، وخصوصاً الأطفال منهم، الذين يتسابقون على شرائها بأسعار تبدأ بألف ليرة وقد تزيد عن ذلك، وبالتالي يمكن اعتبار سعرها بسيط لا يكفي لشراء بسكوته بحسب البائع، حيث يذكر البائع جيد خلال السنوات الطويلة التي عمل فيها ببيع الصيصان كيف ارتفعت أسعارها من 5 ليرات حتى بداية الأزمة، ومن ثم الارتفاعات المتكررة التي ضاعفت من التكاليف ومعها سعر الصوص إلى ألف ليرة.

ختاماً حسب خبراتنا في اقتناء الصيصان الحلوين يمكن أن نأكد لكم أن المــوت هو الاحتمال الأكثر شيوعاً للصيصان، لكنها تجارة في نهاية المطاف وفيها مصدر رزق جيد للبائع لتأمين مستلزمات عائلته.

0 تعليق

إرسال تعليق