ولايمة الغداء الجماعية شرقي سوريا.. مناسبات متعددة والتكلفة قد تصل لـ 500 مليون ليرة

تقام في المنطقة الشرقية من سوريا ولائم غداء ضخمة بين الحين والآخر، تتوزع مناسباتها بين الصلح العشائري أو الأعراس، أو العقيقة (مأدبة تقام في اليوم السابع بعد ولادة الطفل)، ووجبة هذه الولائم تكون ثريد اللحم والتي يتم إعدادها من لحم الخراف التي تذبح يوم الوليمة، وغالباً ما يكون عدد الذبائح يتناسب طرداً مع عدد المدعوين للوليمة أو مع أهمية المناسبة، حيث تقول أنه خلال شهر شباط الماضي شهد إقامة رجل من حي خشمان وليمة عقيقة لأبنائه الثلاثة الذين رزق بهم بعد 12 عام من محاولات الإنجاب.

يقول أحد سكان بلدة محميدة بريف دير الزور الغربي إن إقامة وليمة اليوم يحتاج لمبالغ طائلة، فمن يريد ذبح 50 رأس من الأغنام، سينفق مبلغ يتراوح بين 75-150 مليون ليرة سورية، والوليمة تحتاج لمواد أخرى، ما يرفع التكلفة مبلغاً يصل لـ 5 ملايين إضافية، وإذا ما كان الداعي للوليمة قد ذبح 100 رأس فإن التكلفة تصل في أقل تقدير لـ 250 مليون وفق أسعار اليوم وهذا رقم ضخم، ومثل هذه الوليمة يحضرها تقريباً 1500 شخص.

وليمة في شرقي سوريا

يقول أحد سكان مدينة الرقة في حديثه لوسائل محلية سورية: هناك من يكون قد نذر ذبح جمل أو عدة جمال لمناسبة ما، حينها ستصل تكلفة الوليمة لمبالغ هائلة في وقتنا هذا، فسعر الجمل الواحد يصل اليوم لـ 75 مليون ليرة، وإذا ما كان الداعي للوليمة قد قرر ذبح خمسة جمال فإن ذلك يعني مبلغ يصل لـ 375 مليون ليرة سورية، ومع تكاليف الوليمة الأخرى من خيام قد يصل المبلغ لـ 400 مليون، ويرافق عدد من رؤوس الأغنام لا يقل عن 10 وقد يصل لـ 20 رأس، وبالتالي تزيد كلفة مثل هذه الوليمة لتصل قرابة نصف مليار ليرة سورية.

آخر الولائم الكبرى في المنطقة الشرقية كانت في أواخر شهر نيسان الماضي، حينها حضر نحو 1500 شخص على أقل تقدير وفق لما توفره المصادر المحلية من معلومات، لبلدة الجزرة في ريف دير الزور، وكانت مناسبة الدعوة الموجهة لأبناء قبيلة البكارة هي توحيد الكلمة ونبذ الخلافات، وهذا التعداد يحتاج لذبح 75 رأس من الأغنام في أقل تقدير.

يكتفي من يقوم بالذبح بأخذ جلد الذبيحة وبعض اللحم كأجر لعمله، ويتم توزيع الرؤوس والأحشاء التي تحول لاحقاً لطبخات فاخرة على فقراء المنطقة، إضافة لكميات من اللحم للعوائل الفقيرة، من الأيتام والأشد فقراً، وتكون الوليمة حدثا مجتمعياً لكامل سكان القرية، وخلال الأزمة السورية غالباً ما تكون الولائم نهاية خلافات أو اقتتال عشائري، ومن بعدها تنتهي الخلافات.

0 تعليق

إرسال تعليق